- زائرزائر
كُـــنْ دائمَ العطــــاءِ
الأربعاء يناير 15, 2020 6:38 pm
قد يظن بعض الناسِ إنني أطلب منهم بذل المــــــــــال للمساعدة والحاجة !!!
أو إني أتاجر في سلعة من السلع أكسب من وراءها النقود والجنيهات من ربح البيع والشراء !!
العاقل واللبيب الفاهم يعرف عن أي شيء أتحدث تحت عنوان الطلب ( كن دائم العطاء )
أنه النشاط القلبي الديني والفكري والثقافي والأدبي والترفيهي
بالكلمة الطيبة الباقية الأثر التي تنفع الناس والعمل الجاد المثمر
بطاعة أوامر الله ورسوله واجتناب ما نهيا عنه من قول أو عمل
فالكلمة أمانــــة كبرى سألها الله عبادهُ المؤمنين بوحدانيته وعظمته وسعة رحمته قال تعالى :
( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب
واختلاف البشر في تأويل معنى الآية جعل بعضهم لا يدرك أن الكلمة التي يتفوه بها في الخير أو الشر
من تلك الأمانة المقصودة في كتاب الله
قال سعيد بن جبير في معناها : ( الأمانة: الفرائض التي افترضها الله على العباد.)
وقال آخرون: بل عنى بالأمانة في هذا الموضع: أمانات الناس.
وقال غيره ومنهم ما أورده الطبري في تفسير للآية الكريمة
إن أحسنت أثيبت وجوزيت، وإن ضيعت عوقبت، فأبت ( السماوات والأرض والجبال )حملها شفقًا منها
أن لا تقوم بالواجب عليها، ،فلما عرضت على آدم قال: أي رب وما الأمانة؟
قال: قيل: إن أديتها جزيت، وإن ضيعتها عوقبت، قال: أي رب حملتها بما فيها،
قال: فما مكث في الجنة إلا قدر ما بين العصر إلى غروب الشمس حتى عمل بالمعصية، فأخرج منها.
والمعصية أخي الكريم لابد أن تعلم يقينا أن فيها ما ينطقه اللسان ويسجله القلم والبنان على الإنسان
وأؤكد لك هذا بحديث المصطفى العدنان سيدنا محمد حبيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال :
( عن الحكم بن عمرو وكان من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: قال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
" إِنَّ الأمَانَةَ وَالْوَفَاءَ نـزلا عَلَى ابنِ آدَمَ مَعَ الأنْبِيَاءِ، فَأُرْسِلُوا بِهِ؛ فَمِنهُمْ رَسُولَ اللهِ وَمِنْهُمْ نَبِي وَمِنْهُمْ نَبِي رَسُولٌ، نـزل القرآن وهو كلام الله
ونـزلت العربية والعجمية، فعلموا أمر القرآن وعلموا أمر السنن بألسنتهم،
ولم يدع الله شيئًا من أمره مما يأتون ومما يجتنبون وهي الحجج عليهم إلا بينه لهم، فليس أهل لسان إلا وهم يعرفون الحسن من القبيح.
ثم الأمانة أول شيء يرفع، ويبقى أثرها في جذور قلوب الناس، ثم يرفع الوفاء والعهد والذمم،
وتبقى الكتب؛ فعالم يعمل وجاهل يعرفها وينكرها حتى وصل إليَّ وإلى أمتي فلا يهلك على الله إلا هالك،
ولا يغفله إلا تارك، والحذر أيها الناس، وإياكم والوسواس الخناس، وإنما يبلوكم أيكم أحسن عملا ".
فالقول أو الحرف المنطوق باللسان في الخير أحسن من المنطوق بالشر والفتنة والخداع و ترك طاعة الله فيما أمر ونهى
ومن ذلك جاء القول المأثور : ( الحرف أمانة والكلمة أمانة ) منطوقة أو مكتوبة بجوار المعنى العام للأمانة
============
والله أعلم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى