يدا بيد نكتب جد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
زائر
زائر

بلاغة الإيجاز في اللغة العربية  Empty بلاغة الإيجاز في اللغة العربية

الخميس نوفمبر 14, 2019 11:31 am
خير الكلام  ما قلَّ ودلَّ
الإيجاز  في اللغة معناه وضع المعاني الكثيرة  في ألفاظ أقل منها
وتجيءُ القلة  عن طريقين :
إما بحذف كلمة  ، أو جملة أو أكثر ..... عند وجود ما يدل على المحذوف
من قرينة لفظية أو معنويةٍ ؛ وهذا ما يسميه البلاغيون ( إيجاز الحذْفِ )
والطريقة الثانية : تأتي في الأسلوب البلاغي بتضمين المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة بدون حذف
ويطلق البلاغيون على هذا النوع اسم : ( إيجاز القِصَرِ )
والأمثلة من النوع الأول أو الطريقة الأولى : وهي إيجاز الحذف والذي يقع في الكلام  بكثرة
في أساليب البلغاء من المتحدثين متى  وجد ما يدل على المحذوف يكون :
إما بحذف مفرد ، ويكون فعلا ........ وكماله وتمامه الإعجازي  ورد في القرآن الكريم
في قول ربنا سبحانه وتعالى :
(  ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم ) وقدر العلماء من المفسرين الأفاضل المعنى بما يلي :
ولو ثبت أنهم  صبروا .
وفي قولنا : ( أهلا وسهلا ) إيجاز بالحذف الذي يكون فعلا والتقدير : لقيت أهلا ونزلت سهلا
وقد يكون فاعلا : اقرأ قول الشاعر حاتم الطائي :
أماويّ ؛ ما يغني الثراء عن الفتى  =  إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
وهو يريد : حشرجت الروحُ  
ويكون المحذوف المفرد ( مفعولا كذلك ) وهو كثير على سبيل المثال  لا الحصر :
هو يعطي ويمنع ..... وأنت تقصد : يعطي من يشاء ، ويمنع من يشاء
كما يكون المحذوف المفرد أيضا ( مضافا ) كما جاء في قوله تعالى :
واسأل القرية التي كنا فيها )  والمراد أهل القرية بذكر المحل والمراد من فيه  وهو من البلاغة
ويكون المحذوف المفرد ( حرفا )  نحو قوله تعالى : (  قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين )
والمراد :  لا تفتأ .....فحذفتْ لا الناهية .
ومنه قول الشاعر امرؤ القيس :
فقلتُ يمين الله أبرحُ قاعدًا = ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
وهو يريد : لا أبرحُ  وقد حذف إيجازا بالقصر ( لا النافية )
وقال الشاعر قيس بن عاصم المنقري في الخمر :
فلا والله  أشربها  حياتي = ولا أسقي بها أبدًا نديما ............... والمعنى : لا أشربها  بحذ ف ( لا النافية ) إيجازا
هذا هو الإيجاز البلاغي بحذف ( مفرد )
ونذكر في المساهمة التالية النوع الثاني من الإيجاز البلاغي وهو :
( الإيجاز بحذف جملة أو أكثر ) إن شاء الله
.
avatar
زائر
زائر

بلاغة الإيجاز في اللغة العربية  Empty رد: بلاغة الإيجاز في اللغة العربية

الخميس نوفمبر 14, 2019 11:49 am
استكمالا لموضع الإيجاز البلاغي في الأسلوب في اللغة العربية والذي بدأنا الطريقة الأولى منه
في ذكر الإيجاز بحذف مفرد مع أشكاله المختلفة وهو ( إيجاز الحذف )
ونتحدث اليوم عن النوع الثاني :
الإيجاز بحذف جملة أو أكثر ....

ثانيا : قال تعالى في أعلى مراتب الإعجاز البلاغي في هذا النوع :
( أفمن شرح الله صدرهُ للإسلامِ فهو على نورٍ من ربه ، فويلٌ للقاسية قٌلُوبُهُم ..)
والتقدير : أفمنْ شرح الله صدره يشبه من قسا قلبه ....
وقول جلَّ وعلا في قرآنه الكريم :
( ولولا فضلُ اللهِ عليكم ورحمته وأن الله رءوفٌ رحيم )
والتقدير : لعجَّلَ لكم العقوبةَ
ومن حذف الجمل قوله سبحانه وتعالى في قصة سليمان عليه السلام :
( اذهب بكتابي هذا فألقِه أليهم ، ثم تولَّ عنهم فانظر ماذا يرجعون ، قالت : باأيها الملأ إني ألقيَ إليَّ كتابٌ كريم ....)
والتقدير : فذهب بالكتاب ، وألقاه إلى بلقيس ، فلما قرأته قالت : يا أيها الملأ ....)
ثم ننتقل بعد ذلك إلى إيجازُ القِصَرِ
في المساهمة التالية بإذن الله

avatar
زائر
زائر

بلاغة الإيجاز في اللغة العربية  Empty رد: بلاغة الإيجاز في اللغة العربية

الخميس نوفمبر 14, 2019 1:04 pm
إيجاز القصر :
وكما أشرنا في المساهمة الأولى للموضوع إنه لايقدرُ في هذا النوع بمحذوف من الألفاظ
ويسمى إيجاز البلاغة لآن الأقدار تتفاوت فيه
ومثاله من التنزيل الحكيم قوله تعالى :
خذ العفو ، وأمُر بِالعرفِ ، وأعرض عن الجاهلين )
وفي هذه الآية الكريمة جماع لمكارم الأخلاق في الدين
وما ينبغي أن يكون عليه الإنسان في معاملته للناس جميعا ، لتتم له و لهم السعادة
وكذلك في قوله تعالى : ( ألا له الخلق والأمر )
وقد اجتمع فيها كلُّ صِفاتِ الكمالِ والعظمة لله تعالى
حتى قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيها :
( منْ بَقِيَ له بعدَ ذلك شيءٌ فليطلبه )
ومنه قول الله تعالى في الأحكام : ( ولكم في القصاص حياة )
وتتضمن أن القصاص هو سبب ابتعاد الناس عن القتل ، فهو الحافظ للحياة بأمر الله .
ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا النوع من إيجار البلاغة أو إيجاز القصر
ورد في كَلِمِهِ الشريف البليغ قوله :
( الطمعُ فقر ، واليأس غنى ) وتحمل من المعاني الكثير والكثير
ومن الحكم البليغة في هذا النوع أيضا قول الحارث بن كِلْدِة :
( المعدةُ بيتُ الداء ، والحِمْيَةُ رأس الدواء ، وعوِّدُوا كلَّ جسمٍ ما اعتاد )
وقد جمعت الحكمة كلها في هذه الجمل الثلاث
ومن هذا النوع أيضا قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه :
( منْ عرفَ نفسَهُ فقد عرفَ قَدْرَهُ ، ومن فكرَ في العواقب لم يَشْجُعْ ، والناسُ أعداءٌ لِما جهلوا )
وقال أيضا : ( آلةُ الرياسةُ سَعَةُ الصدر / وثمرةُ التفريط الندامة )

وقال الشاعر أبو تمام في إيجار القصر البلاغي :
وظَلَمْتَ نفسَكَ طالِبًا انْصَافَها = فَعَجِبْتُ مِنْ مَظْلُومَةٍ لَمْ تُظْلَمِ
ومعنى البيت :
( أنه يريد أنه كلف نفسه احتمال المَشاقّ وأكرهها على الصبر ، في طلب المجد ، فكان كالظالم لنفسه
ولكنه في الحقيقة أنصفها ، إذ أكسبها بما تحملته الذكرَ الحسن َ ، والثناءَ الجميل ؛ فهو لها غير ظالم .
وسمع النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأعراب يقول في دعائهِ :
( اللهم هَبْ لِي حَقَّك ، وأَرْضِ عني خَلْقَكَ ) فقال عليه الصلاة والسلام : ( هذا هو البلاغة )
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى