العلم النافع ، والمعرفة الصادقة
الثلاثاء أغسطس 13, 2019 10:19 am
بسم الله الرحمن الرحيم
نستعين بالله تعالى الواحد ، في أن يرزقنا المعرفة الصادقة به لنهتدي بهداه
في نشر وتقديم المعلومة النافعة للناس والتي يبقى أثرها المفيد لصاحبها يوم يلقى ربه سبحانه وتعالى
وبداية أرحب بالقاريء الكريم الراغب في العلم والمعرفة ليجد البيت المناسب ليحصل فيه على مبتغاه
سواء كان كاتبا أو أديبا أو دارسا يسعى لاكتساب النجاح في دراسته على أسس منهجية سليمة تتبع وسيلة
البحث والنقل المتصرف فيه وذكر المصدر الموثق الذي أخذ منه لرسالته التي يبتكرها ليحصل على شهادته
ورغبت أن يكون أول موضوع لي مبني على هذا الأساس أسوة وقدوة لكل قاريء جاد يريد أن يكتب ماينفع
أو ينشر للناس ما يفيد
اخترته من مدونتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر ) تحت عنوان
بين العلم والمعرفة :
في اللغة : المعرفة هي العلم ، وحد العلم : معرفة المعلوم على ما هو عليه
فكل علم معرفة ، وكل معرفة علم
وكل عالم بالله عارف ، وكل عارف بالله عالم ،
إلا أن المعرفة تتعدى إلى الله بنفس لفظها بخلاف العلم ؛
والدليل تفسير قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره )
فقد ورد فيه ما عرفوه حق معرفته ، ولم يَرِدْ ما علموه حق علمه.
ومن حديث عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوله : ( إن دعامة الدين المعرفة بالله ...) ولم يقل : ( العلم بالله ) .
والمعرفة عند الصوفية ما قاله الشيخ أبو القاسم :
هي صفةُ مَنْ عرف الحق بأسمائه وصفاته ثم صدق الله في معاملاته
ثم تنقى من أخلاقه الرديئة وآفاته ، .............. إلخ
سُميَ عند ذلك عارفا وحالته معرفة بالله .
وسُئل الجنيد عن المعرفة بالله ؛ أهي كسب بعلم أو ضرورة ؟
قال : تدرك الأشياء بشيئين ؛ ما كان حاضرا منها فبحس ،
وما كان غائبا فبدليل ، ولما كان الله تعالى غير باد لصفاتنا وحواسنا
كبشر مخلوقين كانت معرفته بالدليل والفحص والاستدلال واليقين
فنحن لا نعلم الغائب إلا بدليل ، ولا نعلم الحاضر إلا بحس .
والله أرجو أن يرزقنا بفضله العلم الواسع والمعرفة الحقيقة به جل وعلا .
المصدر المتصرف منه في إنشاء الموضوع :
كتاب : .روضة التعريف بالحب الشريف
لصاحبه : الشيخ ابن الخطيب الطيب السلماني المغربي
الجزء الثاني
نستعين بالله تعالى الواحد ، في أن يرزقنا المعرفة الصادقة به لنهتدي بهداه
في نشر وتقديم المعلومة النافعة للناس والتي يبقى أثرها المفيد لصاحبها يوم يلقى ربه سبحانه وتعالى
وبداية أرحب بالقاريء الكريم الراغب في العلم والمعرفة ليجد البيت المناسب ليحصل فيه على مبتغاه
سواء كان كاتبا أو أديبا أو دارسا يسعى لاكتساب النجاح في دراسته على أسس منهجية سليمة تتبع وسيلة
البحث والنقل المتصرف فيه وذكر المصدر الموثق الذي أخذ منه لرسالته التي يبتكرها ليحصل على شهادته
ورغبت أن يكون أول موضوع لي مبني على هذا الأساس أسوة وقدوة لكل قاريء جاد يريد أن يكتب ماينفع
أو ينشر للناس ما يفيد
اخترته من مدونتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر ) تحت عنوان
بين العلم والمعرفة :
في اللغة : المعرفة هي العلم ، وحد العلم : معرفة المعلوم على ما هو عليه
فكل علم معرفة ، وكل معرفة علم
وكل عالم بالله عارف ، وكل عارف بالله عالم ،
إلا أن المعرفة تتعدى إلى الله بنفس لفظها بخلاف العلم ؛
والدليل تفسير قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره )
فقد ورد فيه ما عرفوه حق معرفته ، ولم يَرِدْ ما علموه حق علمه.
ومن حديث عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوله : ( إن دعامة الدين المعرفة بالله ...) ولم يقل : ( العلم بالله ) .
والمعرفة عند الصوفية ما قاله الشيخ أبو القاسم :
هي صفةُ مَنْ عرف الحق بأسمائه وصفاته ثم صدق الله في معاملاته
ثم تنقى من أخلاقه الرديئة وآفاته ، .............. إلخ
سُميَ عند ذلك عارفا وحالته معرفة بالله .
وسُئل الجنيد عن المعرفة بالله ؛ أهي كسب بعلم أو ضرورة ؟
قال : تدرك الأشياء بشيئين ؛ ما كان حاضرا منها فبحس ،
وما كان غائبا فبدليل ، ولما كان الله تعالى غير باد لصفاتنا وحواسنا
كبشر مخلوقين كانت معرفته بالدليل والفحص والاستدلال واليقين
فنحن لا نعلم الغائب إلا بدليل ، ولا نعلم الحاضر إلا بحس .
والله أرجو أن يرزقنا بفضله العلم الواسع والمعرفة الحقيقة به جل وعلا .
المصدر المتصرف منه في إنشاء الموضوع :
كتاب : .روضة التعريف بالحب الشريف
لصاحبه : الشيخ ابن الخطيب الطيب السلماني المغربي
الجزء الثاني
رد: العلم النافع ، والمعرفة الصادقة
الخميس أغسطس 15, 2019 10:17 pm
وإذا أردنا أن نتعرف على موقف الفلاسفة وأهل المنطق فيما يتعلق بالمعرفة والعلم والصلة بينهما :
وهو ما يتشابه مع موضوعنا الذي بدأناه ( بين العلم والمعرفة النافع والصادق )
فلا بد أن نقف عند موقف مدرسة ( هوبز ) الفيلسوف المعروف فإنه بإيجاز واختصار ينبني على أن :
الإحساس هو مصدر المعرفة ، أما المعاني والأفكار فلا وجود لها
والموضوع الحسي هو وحده الموجود لأن أصحاب هذه المدرسة لا يؤمنون إلا بالحسيات وهذا مخالف لمنهج الصوفية تماما
فديكارت مثلا من الفلاسفة الذين يمثلون النزعة العقلية ، وهو على العكس من مدرسة هوبز ؛ يرفض المعاني الحسية
والحدس عنده هو الطريق الوحيد للمعرفة ( الحدس = التخمين والتوقع )
فالحس عند العقليين خادع لأنه ليس فيه إلا سراب في الواقع ، ولذا فإن المعرفة الحسية لن تؤدي إلى الصواب
ويلخصون منهجهم في المواقف المعرفية أن هنناك موقفين هما :
1- موقف حسي : يتكون من موضوعات موجودة رغما عنا
2- وموقف عقلي : أن الموجود هو المعاني ونحن نشكل هذه المعاني بحدسنا وتفكيرنا
ثم جاء الفيلسوف ( كانتْ ) ووجد هذين الموقفين ففكر ( Cant ) ثم قال :
لعل الحقيقة المعرفية أو العلمية تقع في المنطقة الوسطى بين الحسيين والعقليين
ولعلها مزيج من تأثيرات حسية ومن صيغ عقلية فكان ( كانت ) بذلك لأول مرة ، يرى أنه لابد من تنبيه العقل إلى ضرورة
تدخل الإنسان ؛ فعملية المعرفة عنده تتم بمشاركة الموضوع الخارجي والإنسان ، وأن هذه التأثيرات الخارجية الحسية
تنظمها صيغ عقلية يقسمها إلى ثلاث درجات : * الحساسية الصورية أو التصورية ، * الفهم الصوري ) * الجدل الصوري
وهذه الأمور تتدخل بمراتبها الثلاث في الحسيات فتشكلها على هيئة موضوع
ويجد ( كانت ) أن هناك صورتين للحساسية هما الزمان والمكان ؛ فأي أثر حسي يحدث لابد له من تحديد زماني وآخر مكاني
وكل شيء في العالم يمشي على هذه الوتيرة .
وأول تدخل للإنسان هو تدخله عن طريق شرطي الزمان والمكان فالعلاقات بين الأشياء وتركيب اللغة العلمية هو ترجمة هذه العلاقات
لأن اللغة إذا كانت مجرد ألفاظ لايكون هناك معرفة أو لغة معرفية ، ثم تزيد العلاقات درجة أخرى للغة هي الفهم الصوري بمعنى أننا
نحاول فهم الموضوع الحسي المدرك الذي كوناه ، وما هو مرتبط به من المشكلات الأخرى كمشكلة العلية أو السببية .. لماذا ؟
فلكل مسبب سبب وهذا القانون يرجع للفهم الصوري وكذلك الكيف والكم ، وكلها مقالات تسمح لنا بالربط بين أشياء الموضوع بالفهم الصوري
لتترجم الإحساس الصوري أو التصوري
والجدل الصوري هو النطق بالصيغ الموجودة في الذهن والتي لايجد لها ( كانت ) مقابلا في الخارج أحيانا
وعندما سئل الفيلسوف Cant عن أدلة معرفة وجود الله سبحانه وتعالى ، أخذ يبرهن على بطلانها دليلا دليلا
دليل الانتلوجي : وهو إثبات وجود الله من فكرة الوجود الكامل
قال : إنها مجرد فكرة فقط ، فهل مجرد التفكير في شيء يكون موجودا في الخارج ؟!!.. ليس من الضروري أن يوجد كل ما يفكر فيه الإنسان
في الخارج .. فما هو الكامل ؟ نحن نعرف الكامل في النطاق الإنساني لأن العقل عاجز ومحدود لايدرك ما هو فوق الكمال الإنساني
فكيف يدرك الكمال الإلهي ؟!! فهذا دليل فاسد عندي ( كانت )
كما برهن على فساد دليل العلة والمعلول حيث لا وجود لها عنده
ورفض أيضا طريق الصوفية في المعرفة الإلهية الذي تناولنا في بداية الموضوع بالمساهمة السابقة
ويعتبر رأي كانت نقدا للعقل الخالص النظري الحسي ( مخ الإنسان ) ، وقال : إن ادعاء معرفة العالم ادعاء كاذب لآن كل كما هو موجود فيه
أشياء متفرقة ، والنفس حاملة لهذه الانفعالات كما برهن ( فرويد ) على وجود ( Supper Ego ) أنها عالم آخر كصيغ جوفاء من اللغة
وقد أطلقوا على عملية الحساسية والفهم ( ميتافيزيقا ) فيقول كانت :
مهما حاول الإنسان الابتعاد عن الميتافيزيقا فهو منساق نفسه إليها رغما عنه ، فكل إنسان له فلسفته الخاصة عنها
ويقول الفيلسوف ( كانت ) ما هو السبب في أن الميتافيزيقا مهاجمة من جميع الطوائف ؟! كمهاجمة فكرة البعث والحشر ...!!
لماذا يقبلون العلوم الطبيعية والرياضية دون جدل ؟!
وفي المساهمة القادمة نتحدث عن الأحكام الطبيعية وقضاياها في العلوم الطبيعية والرياضية ، بعيدا عن المعرفة الصادقة الحقيقية ...
وهو ما يتشابه مع موضوعنا الذي بدأناه ( بين العلم والمعرفة النافع والصادق )
فلا بد أن نقف عند موقف مدرسة ( هوبز ) الفيلسوف المعروف فإنه بإيجاز واختصار ينبني على أن :
الإحساس هو مصدر المعرفة ، أما المعاني والأفكار فلا وجود لها
والموضوع الحسي هو وحده الموجود لأن أصحاب هذه المدرسة لا يؤمنون إلا بالحسيات وهذا مخالف لمنهج الصوفية تماما
فديكارت مثلا من الفلاسفة الذين يمثلون النزعة العقلية ، وهو على العكس من مدرسة هوبز ؛ يرفض المعاني الحسية
والحدس عنده هو الطريق الوحيد للمعرفة ( الحدس = التخمين والتوقع )
فالحس عند العقليين خادع لأنه ليس فيه إلا سراب في الواقع ، ولذا فإن المعرفة الحسية لن تؤدي إلى الصواب
ويلخصون منهجهم في المواقف المعرفية أن هنناك موقفين هما :
1- موقف حسي : يتكون من موضوعات موجودة رغما عنا
2- وموقف عقلي : أن الموجود هو المعاني ونحن نشكل هذه المعاني بحدسنا وتفكيرنا
ثم جاء الفيلسوف ( كانتْ ) ووجد هذين الموقفين ففكر ( Cant ) ثم قال :
لعل الحقيقة المعرفية أو العلمية تقع في المنطقة الوسطى بين الحسيين والعقليين
ولعلها مزيج من تأثيرات حسية ومن صيغ عقلية فكان ( كانت ) بذلك لأول مرة ، يرى أنه لابد من تنبيه العقل إلى ضرورة
تدخل الإنسان ؛ فعملية المعرفة عنده تتم بمشاركة الموضوع الخارجي والإنسان ، وأن هذه التأثيرات الخارجية الحسية
تنظمها صيغ عقلية يقسمها إلى ثلاث درجات : * الحساسية الصورية أو التصورية ، * الفهم الصوري ) * الجدل الصوري
وهذه الأمور تتدخل بمراتبها الثلاث في الحسيات فتشكلها على هيئة موضوع
ويجد ( كانت ) أن هناك صورتين للحساسية هما الزمان والمكان ؛ فأي أثر حسي يحدث لابد له من تحديد زماني وآخر مكاني
وكل شيء في العالم يمشي على هذه الوتيرة .
وأول تدخل للإنسان هو تدخله عن طريق شرطي الزمان والمكان فالعلاقات بين الأشياء وتركيب اللغة العلمية هو ترجمة هذه العلاقات
لأن اللغة إذا كانت مجرد ألفاظ لايكون هناك معرفة أو لغة معرفية ، ثم تزيد العلاقات درجة أخرى للغة هي الفهم الصوري بمعنى أننا
نحاول فهم الموضوع الحسي المدرك الذي كوناه ، وما هو مرتبط به من المشكلات الأخرى كمشكلة العلية أو السببية .. لماذا ؟
فلكل مسبب سبب وهذا القانون يرجع للفهم الصوري وكذلك الكيف والكم ، وكلها مقالات تسمح لنا بالربط بين أشياء الموضوع بالفهم الصوري
لتترجم الإحساس الصوري أو التصوري
والجدل الصوري هو النطق بالصيغ الموجودة في الذهن والتي لايجد لها ( كانت ) مقابلا في الخارج أحيانا
وعندما سئل الفيلسوف Cant عن أدلة معرفة وجود الله سبحانه وتعالى ، أخذ يبرهن على بطلانها دليلا دليلا
دليل الانتلوجي : وهو إثبات وجود الله من فكرة الوجود الكامل
قال : إنها مجرد فكرة فقط ، فهل مجرد التفكير في شيء يكون موجودا في الخارج ؟!!.. ليس من الضروري أن يوجد كل ما يفكر فيه الإنسان
في الخارج .. فما هو الكامل ؟ نحن نعرف الكامل في النطاق الإنساني لأن العقل عاجز ومحدود لايدرك ما هو فوق الكمال الإنساني
فكيف يدرك الكمال الإلهي ؟!! فهذا دليل فاسد عندي ( كانت )
كما برهن على فساد دليل العلة والمعلول حيث لا وجود لها عنده
ورفض أيضا طريق الصوفية في المعرفة الإلهية الذي تناولنا في بداية الموضوع بالمساهمة السابقة
ويعتبر رأي كانت نقدا للعقل الخالص النظري الحسي ( مخ الإنسان ) ، وقال : إن ادعاء معرفة العالم ادعاء كاذب لآن كل كما هو موجود فيه
أشياء متفرقة ، والنفس حاملة لهذه الانفعالات كما برهن ( فرويد ) على وجود ( Supper Ego ) أنها عالم آخر كصيغ جوفاء من اللغة
وقد أطلقوا على عملية الحساسية والفهم ( ميتافيزيقا ) فيقول كانت :
مهما حاول الإنسان الابتعاد عن الميتافيزيقا فهو منساق نفسه إليها رغما عنه ، فكل إنسان له فلسفته الخاصة عنها
ويقول الفيلسوف ( كانت ) ما هو السبب في أن الميتافيزيقا مهاجمة من جميع الطوائف ؟! كمهاجمة فكرة البعث والحشر ...!!
لماذا يقبلون العلوم الطبيعية والرياضية دون جدل ؟!
وفي المساهمة القادمة نتحدث عن الأحكام الطبيعية وقضاياها في العلوم الطبيعية والرياضية ، بعيدا عن المعرفة الصادقة الحقيقية ...
رد: العلم النافع ، والمعرفة الصادقة
الخميس أغسطس 15, 2019 10:54 pm
أساس العلوم الطبيعية والرياضية
المحمول أتى من خارج الموضوع وليس مشتقا منه
فصلة التمدد بالحرارة ممكن اشتقاقها دون التجارب ، لأنها صفة جديدة وتسمى ( المحمول )
عرفت بعد التجارب على الحديد وهذه القضية تركيبية ، أي المحمول ليس من الموضوع
أما تعريف الإنسان أنه حيوان ناطق فهذا مفهوم دون تجارب فصفات النطق والحيوانية
مشتقة من الإنسان ومعناه ، فالمحمول هنا لا يقدم المعرفة ولا يعطينا شيئا جديدا
فهي هنا قضية تحليلية كمثل 4 = 2+2
فإذا قلنا ( الذَّرّة ) مثلا : ذرة اليورانيوم تتفتت نجد أنها قضية تركيبية لأن المحمول تفتيت الذرة
وهي صفة جديدة على الذرة نفسها تجعلنا نتقدم قليلا في مجال العلم النافع ، ولهذا يقبل عليها الناس
قضية الله هو الموجود الكامل : قضية تحليلية لأن المحمول جاء من داخل الموضوع لم يقدم العلم شيئا
هذا كلام القلاسفة ، فكل القضايا الميتافيزيقية قضايا تحليلة عندهم فيجب الابتعاد عنها لأننا لن نصل إلى معرفة الله
والنفس والخلود وغيره من المعنويات عن طريق العقل أبدا لأنها أمور أعلى من تفكيرنا تماما
يقول العالم ( ابن خلدون ) :
إن الذي يريد أن يقيس كل شيء بالعقل كالألوهية مثلا ؛ فهو كالذي يريد أن يزن الجبل بميزان الذهب
فكيف يزن الجبل بهذه الطريقة ؟! ، فالعقل عاجز عن إدراك كنه هذه الخطوط ... فاقطع بقصر عقلك عن إجراك الأمور الإلهية
والذي يحاول الاستمرار فيها فلن يستطيع العودة منها إلا بما يفتح له صاحب الحقيقة المطلقة والكاملة من إرادته في كشفها له
فاقبل كل ما يعطيك إياه الشارع ( الإيمان بالدين ) لأنك لن تصل بعقلك إليها مطلقا وحدك .
والفيلسوف ( لونا ) لم يحذرنا فقط من البحث المتعمق ميتافيزيقيا في هذه الميادين فقط بل يحذرنا أيضا من الاستمرار فيه :
وانتهج موقفين لنقد العقل في هذه القضية : * نقد العقل الخالص ،
وهذا مما جعل الناس يهاجمونه بقوة لأنه يهدم فكرة الدين والأخلاق والبعث والإرادة والنفس ، واتهمه ( كانت ) بإنه قد هدم كل شيء في الميتافيزيقا )
فشعر ( لونا ) بالضيق والتبرم والقلق ولكنه لا يستطيع التراجع بسهولة فلجأ إلى النقد الثاني وهو :
نقد العقل العملي :
قال : من الممكن أن ما رفضته من العقل الخالص النظري أن نقبله من الناحية العملية ؛ لأن الدين والأخلاق لابد من وجودهما ، وبرهن على وجود الله
بقوله إني أؤمن ان هناك إله ونفس لكي توجد بها الإرادة والأخلاق الموجهة من الناحية العملية وبوجود النفس التي تمارس عملها في الدنيا لكي
تحاسب على الشر بما تقتضي العدالة ، وأن تبقى حتى تحاسب فلا بد أن يكون هناك خلود وبعث ونشر وحساب
وإذا قلنا إن هناك عالم آخر فثمة عالم دنيوي نعيش فيه فيه ، وهذا التسليم الذي ارتضيناه هو أساس الميتافيزيقا الأخلاقية وموضوعها الإيمان.
المحمول أتى من خارج الموضوع وليس مشتقا منه
فصلة التمدد بالحرارة ممكن اشتقاقها دون التجارب ، لأنها صفة جديدة وتسمى ( المحمول )
عرفت بعد التجارب على الحديد وهذه القضية تركيبية ، أي المحمول ليس من الموضوع
أما تعريف الإنسان أنه حيوان ناطق فهذا مفهوم دون تجارب فصفات النطق والحيوانية
مشتقة من الإنسان ومعناه ، فالمحمول هنا لا يقدم المعرفة ولا يعطينا شيئا جديدا
فهي هنا قضية تحليلية كمثل 4 = 2+2
فإذا قلنا ( الذَّرّة ) مثلا : ذرة اليورانيوم تتفتت نجد أنها قضية تركيبية لأن المحمول تفتيت الذرة
وهي صفة جديدة على الذرة نفسها تجعلنا نتقدم قليلا في مجال العلم النافع ، ولهذا يقبل عليها الناس
قضية الله هو الموجود الكامل : قضية تحليلية لأن المحمول جاء من داخل الموضوع لم يقدم العلم شيئا
هذا كلام القلاسفة ، فكل القضايا الميتافيزيقية قضايا تحليلة عندهم فيجب الابتعاد عنها لأننا لن نصل إلى معرفة الله
والنفس والخلود وغيره من المعنويات عن طريق العقل أبدا لأنها أمور أعلى من تفكيرنا تماما
يقول العالم ( ابن خلدون ) :
إن الذي يريد أن يقيس كل شيء بالعقل كالألوهية مثلا ؛ فهو كالذي يريد أن يزن الجبل بميزان الذهب
فكيف يزن الجبل بهذه الطريقة ؟! ، فالعقل عاجز عن إدراك كنه هذه الخطوط ... فاقطع بقصر عقلك عن إجراك الأمور الإلهية
والذي يحاول الاستمرار فيها فلن يستطيع العودة منها إلا بما يفتح له صاحب الحقيقة المطلقة والكاملة من إرادته في كشفها له
فاقبل كل ما يعطيك إياه الشارع ( الإيمان بالدين ) لأنك لن تصل بعقلك إليها مطلقا وحدك .
والفيلسوف ( لونا ) لم يحذرنا فقط من البحث المتعمق ميتافيزيقيا في هذه الميادين فقط بل يحذرنا أيضا من الاستمرار فيه :
وانتهج موقفين لنقد العقل في هذه القضية : * نقد العقل الخالص ،
وهذا مما جعل الناس يهاجمونه بقوة لأنه يهدم فكرة الدين والأخلاق والبعث والإرادة والنفس ، واتهمه ( كانت ) بإنه قد هدم كل شيء في الميتافيزيقا )
فشعر ( لونا ) بالضيق والتبرم والقلق ولكنه لا يستطيع التراجع بسهولة فلجأ إلى النقد الثاني وهو :
نقد العقل العملي :
قال : من الممكن أن ما رفضته من العقل الخالص النظري أن نقبله من الناحية العملية ؛ لأن الدين والأخلاق لابد من وجودهما ، وبرهن على وجود الله
بقوله إني أؤمن ان هناك إله ونفس لكي توجد بها الإرادة والأخلاق الموجهة من الناحية العملية وبوجود النفس التي تمارس عملها في الدنيا لكي
تحاسب على الشر بما تقتضي العدالة ، وأن تبقى حتى تحاسب فلا بد أن يكون هناك خلود وبعث ونشر وحساب
وإذا قلنا إن هناك عالم آخر فثمة عالم دنيوي نعيش فيه فيه ، وهذا التسليم الذي ارتضيناه هو أساس الميتافيزيقا الأخلاقية وموضوعها الإيمان.
رد: العلم النافع ، والمعرفة الصادقة
الخميس أغسطس 15, 2019 11:19 pm
المنطق الجديد في العلم والمعرفة
عند الفيلسوف بيكون :
تبدأ المعرفة عنده بالتجربة الحسية ،ثم تتوسع باملاحظات والتجارب المعملية
ثم يأتي دور استخراج النتائج العلمية بالفلسفة الحقة التي يجب أن تقوم على أساس من العلم
وتستمد من نتائجه ، ويجب على العلم الطبيعي احترام الواقع الحسي أولا إلى جانب الذهن
وهذه هي أسس نظرية المنطق الحديث الذي يسعى لتغيير المنطق الأرسطي القديم
بمعنى أن يستبدل منهج البرهان القياسي
بمنهج الكشف الاستقرائي
والذي وضع فيه الفيلسوف بيكون ( كتاب المنطق الجديد ) في جزأين ؛ تحدث في الجزء الأول
عن الجانب السلبي من المنهج القديم والذي سنتاوله في هذه المساهمة إن شاء الله :
وقد ميَّز بيكون الحديث أربعة أخطاء تعوق المعرفة الحقيقية يسميها الأوهام أو الأصنام
1- أصنام القبيلة : وهي التسليم بمبدأ الحتمية ، ووضع نظام تعسفي نظري للعالم
قبل التأكد من طريق الملاحظة والتجربة بوجود الشيء في الطبيعة ، وهي ظاهرة عامة في الجنس البشري
الإنساني ( الميل لتصديق الخرافات ) ، خداع الحواس بما تقدمه من أضاليل تعوق تقدم الكشف العلمي
2- أصنام الكهف : وهي فردية تتعلق بميزات كل فرد على حدة وتختلف حسب الأفرارد والبيئة والعادات
والوراثة والميل للقديم أو الميل للجديد .......
3- أوهام السوق : بما أن ألفاظ اللغة عند الناس مبهمة فتكون مصدرا لكثير من الأخطاء في الفهم
وينتج الجدل والخطأ والاضطراب والغموض
4- أصنام المسرح : وهي موروثة حديثا عن القدماء الذين يفسرون الطبيعة حسب تصوراتهم
بواسطة الحكم بقليل من التجارب على بقية الظواهر ، ويسمح البعض فيها للخيال واللاهوت بالتدخل
في مذهبه بينما الدين وحي مصدره لاعقل ، وبيكون كان يرى أن بعض المعتقدات
مثل وجود الله يمكن البرهنة على صحتها فلسفيا
ويجب فصل العلم عن المعرفة بالدين
محاولة لتحرير العلم والفلسفة عن الدين ومقاصده أو مغاياه
وليس للغة بديلا إلا المنطق الرمزي فهي في حد ذاتها ليست مصدر الخطأ بل استعمالها الخاطيء
هو الذي يؤدي بنا إلى الغموض في فهم القضايا
ثم يتناول بعد ذلك الجانب الإيجابي للمنهج التجريبي ، وهو ما نتنا وله في المساهمة القادمة إن شاء الله .
عند الفيلسوف بيكون :
تبدأ المعرفة عنده بالتجربة الحسية ،ثم تتوسع باملاحظات والتجارب المعملية
ثم يأتي دور استخراج النتائج العلمية بالفلسفة الحقة التي يجب أن تقوم على أساس من العلم
وتستمد من نتائجه ، ويجب على العلم الطبيعي احترام الواقع الحسي أولا إلى جانب الذهن
وهذه هي أسس نظرية المنطق الحديث الذي يسعى لتغيير المنطق الأرسطي القديم
بمعنى أن يستبدل منهج البرهان القياسي
بمنهج الكشف الاستقرائي
والذي وضع فيه الفيلسوف بيكون ( كتاب المنطق الجديد ) في جزأين ؛ تحدث في الجزء الأول
عن الجانب السلبي من المنهج القديم والذي سنتاوله في هذه المساهمة إن شاء الله :
وقد ميَّز بيكون الحديث أربعة أخطاء تعوق المعرفة الحقيقية يسميها الأوهام أو الأصنام
1- أصنام القبيلة : وهي التسليم بمبدأ الحتمية ، ووضع نظام تعسفي نظري للعالم
قبل التأكد من طريق الملاحظة والتجربة بوجود الشيء في الطبيعة ، وهي ظاهرة عامة في الجنس البشري
الإنساني ( الميل لتصديق الخرافات ) ، خداع الحواس بما تقدمه من أضاليل تعوق تقدم الكشف العلمي
2- أصنام الكهف : وهي فردية تتعلق بميزات كل فرد على حدة وتختلف حسب الأفرارد والبيئة والعادات
والوراثة والميل للقديم أو الميل للجديد .......
3- أوهام السوق : بما أن ألفاظ اللغة عند الناس مبهمة فتكون مصدرا لكثير من الأخطاء في الفهم
وينتج الجدل والخطأ والاضطراب والغموض
4- أصنام المسرح : وهي موروثة حديثا عن القدماء الذين يفسرون الطبيعة حسب تصوراتهم
بواسطة الحكم بقليل من التجارب على بقية الظواهر ، ويسمح البعض فيها للخيال واللاهوت بالتدخل
في مذهبه بينما الدين وحي مصدره لاعقل ، وبيكون كان يرى أن بعض المعتقدات
مثل وجود الله يمكن البرهنة على صحتها فلسفيا
ويجب فصل العلم عن المعرفة بالدين
محاولة لتحرير العلم والفلسفة عن الدين ومقاصده أو مغاياه
وليس للغة بديلا إلا المنطق الرمزي فهي في حد ذاتها ليست مصدر الخطأ بل استعمالها الخاطيء
هو الذي يؤدي بنا إلى الغموض في فهم القضايا
ثم يتناول بعد ذلك الجانب الإيجابي للمنهج التجريبي ، وهو ما نتنا وله في المساهمة القادمة إن شاء الله .
رد: العلم النافع ، والمعرفة الصادقة
الخميس أغسطس 15, 2019 11:45 pm
قواعد المنهج التجريبي في العلم والمعرفة
أول فيلسوف وضع تلك القواعد هو ( ميل )
ثم نظمه الفيلسوف ( بيكون )
كان يريد بيكون أن ينهي عهد التفكير المجرد ولكنه كان يقع أيضا في رواسب العصور الوسطى
حين يقول : إن العلم هو الكشف عن فكرة الطبائع البسيطة وغايته الكشف عن صور هذه الطبائع
وهي قوانين الظواهر والكشف عن وسائل الطبيعة وظواهرها ، ولكنه لا يطبق للمنفعة لآن ذلك له مجاله
ولا يمكن إدراك تركيب الأشياء الخارجية التركيب الكامل إلا بعد الكشف عن هذه الطبائع البسيطة
كالحرارة والبرودة والوزن والكثافة واللون والحركة والزمان والمكان .
وهي صفات أشياء موضوعها الإحساس بها وبتغيرها حسب طبيعتها
فيجب لإدراك التركيب الكامل لنمو النبات مثلا :
أن نكشف عن صوره ، وهو هنا مازال متأثرا بالمدرسين الذين حاولوا التخلص من قياسهم الأرسطي القديم
المسمى بالعلل الصورية الأرسطية ، فلم يعرف بيكون الصورة تعريفا يقربها مما تواضع عليه المحدثين
فهي قانون أو وصف للظاهرة ، ولكنه نجح إلى حد ما في وضع قواعد منهجية للستقراء الجديد للظواهر
في الجزء الثاني من كتابه ( المنطق الجديد )
ويضرب مثالا لإيضاح قواعج منهجه ... بالحرارة : في ثلاثة جداول هي :
1- جدول حضور الظاهرة :
ويرصد فيه مجموعة من الأشياء التي تظهر فيها الحرارة بدرجات متفاوتة ، والذي يطلق عليه ( ميل ) طريقة الإتقان
وفيه اتفاق الظاهرة في حالة واحدة تسمى علتها
2- جدول الغياب :
وهي الصور التي لا ترتبط بالحرارة غير موجودة في استقراء هذا الجدول ويسمى بطريقة الاختلاف
3- جدول الدرجات :
وفيه مقارنة الحالات التي تزداد فيها الحرارة ليرى تغير ظرف من الظروف ، وتسمى عند ميل بطريقة التلازم في التغير
ثم يكتشف بيكون أن الحرارة نوع من الحركة تحضر بحضورها وتغيب بغيابها فيكون هناك تلازما طرديا وتتناسب فيه
درجة الحرارة حسب كمية الحركة ؛ ويسميه بالقطاف الأول
وقد تمسك بيكون بالملاحظة والتجربة ووقف تقدم العلم عليها
ولكن العلم الحديث أثبت أهمية التخيل الذي لم يفطن إليه بيكون والذي يؤدي إلى خصوبة الفروض العلمية
حبث لم يستخدم الاستدلال الرياضي كما فعل ديكارت .
أول فيلسوف وضع تلك القواعد هو ( ميل )
ثم نظمه الفيلسوف ( بيكون )
كان يريد بيكون أن ينهي عهد التفكير المجرد ولكنه كان يقع أيضا في رواسب العصور الوسطى
حين يقول : إن العلم هو الكشف عن فكرة الطبائع البسيطة وغايته الكشف عن صور هذه الطبائع
وهي قوانين الظواهر والكشف عن وسائل الطبيعة وظواهرها ، ولكنه لا يطبق للمنفعة لآن ذلك له مجاله
ولا يمكن إدراك تركيب الأشياء الخارجية التركيب الكامل إلا بعد الكشف عن هذه الطبائع البسيطة
كالحرارة والبرودة والوزن والكثافة واللون والحركة والزمان والمكان .
وهي صفات أشياء موضوعها الإحساس بها وبتغيرها حسب طبيعتها
فيجب لإدراك التركيب الكامل لنمو النبات مثلا :
أن نكشف عن صوره ، وهو هنا مازال متأثرا بالمدرسين الذين حاولوا التخلص من قياسهم الأرسطي القديم
المسمى بالعلل الصورية الأرسطية ، فلم يعرف بيكون الصورة تعريفا يقربها مما تواضع عليه المحدثين
فهي قانون أو وصف للظاهرة ، ولكنه نجح إلى حد ما في وضع قواعد منهجية للستقراء الجديد للظواهر
في الجزء الثاني من كتابه ( المنطق الجديد )
ويضرب مثالا لإيضاح قواعج منهجه ... بالحرارة : في ثلاثة جداول هي :
1- جدول حضور الظاهرة :
ويرصد فيه مجموعة من الأشياء التي تظهر فيها الحرارة بدرجات متفاوتة ، والذي يطلق عليه ( ميل ) طريقة الإتقان
وفيه اتفاق الظاهرة في حالة واحدة تسمى علتها
2- جدول الغياب :
وهي الصور التي لا ترتبط بالحرارة غير موجودة في استقراء هذا الجدول ويسمى بطريقة الاختلاف
3- جدول الدرجات :
وفيه مقارنة الحالات التي تزداد فيها الحرارة ليرى تغير ظرف من الظروف ، وتسمى عند ميل بطريقة التلازم في التغير
ثم يكتشف بيكون أن الحرارة نوع من الحركة تحضر بحضورها وتغيب بغيابها فيكون هناك تلازما طرديا وتتناسب فيه
درجة الحرارة حسب كمية الحركة ؛ ويسميه بالقطاف الأول
وقد تمسك بيكون بالملاحظة والتجربة ووقف تقدم العلم عليها
ولكن العلم الحديث أثبت أهمية التخيل الذي لم يفطن إليه بيكون والذي يؤدي إلى خصوبة الفروض العلمية
حبث لم يستخدم الاستدلال الرياضي كما فعل ديكارت .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى